البرلمان البريطاني
البرلمان البريطاني: يعود تاريخ ظهور البرلمان في انجلترا الى القرن 13 حيث ارتبط طهوره بالقضاء على مستشاري الملك (الوزراء)، و إخضاعهم عن طريق المسؤولية المزدوجة و الاتهام و يتكون من مجلسين: مجلس العموم و مجلس اللوردات
أ- مجلس العموم: يتكون هذا المجلس من 650 عضوا لمدة خمس سنوات على أساس الاقتراع العام المباشر الفردي من خلال استقراء تطور البرلمان الانجليزي، يلاحظ أحد الباحثين أنه رغم اعتبار مدة مجلس العموم 5 سنوات، فإنه عادة ما تنتهي قبل استنفادها كاملة، تحت طائلة حل المجلس، وإجراء انتخابات سابقة لأوانها.
و خلافا للعديد من المجالس البرلمانية، فإن مجلس العموم البريطاني لا يستند في تنظيمه، و سير العمل الى قوانين و أنظمة داخلية مكتوبة، و إنما الى قواعد عرفية تكرست عبر التاريخ، و أفرزتها الممارسة البرلمانية ، و يتكون هذا المجلس من:
المتحدث Speaker
المجموعات les groupes لتنشيط الحياة الداخلية لمجلس العموم
اللجان البرلمانية على عكس اللجن البرلمانية في النظم الأخرى، تتكون اللجان البرلمانية في مجلس العموم البريطاني من المجلس ذاته ( لجنة المجلس الكامل، و عند انعقادها يترأسها المتحدث، بالإضافة إلى لجان أخرى التي تساعد المجلس في أداء مهامه، كاللجان المكلفة بممارسة الرقابة على وزارة من الوزارات، و اللجان المعنية خصوصا لموضوع من المواضيع، وهي تشبه لجان التقصي.
أما بالنسبة لاختصاصات هذا المجلس، فيمكن حصرها في: تعيين الحكومة، و التعبير عن الإرادة العامة للأمة و المساهمة في تربية المواطنين، و الاخبار بنشر مداولات المجلس، و ممارسة التشريع بوجه عام، و يتمتع بذلك بسلطات واسعة، إلا أن الممارسة صارت في اتجاه التقليص من اختصاصاته و صلاحياته، و أصبح الممارس الحقيقي للسلطة هو رئيس الحكومة، زعيم الحزب الفائز في الانتخابات، بل إن الواقع السياسي أدى الى تجميع عملي لسلطات الدولة في يد الوزير الأول
ب- مجلس اللوردات: يعبر عن الطبيعة التاريخية و السياسية، و النفسية و الاجتماعية للمجتمع الانجليزي، فمجلس اللوردات يعكس وجود هيئة أرستقراطية وراثية بصورة رسمية حافظت على مكانتها الاجتماعية و التعينية و طابعها الوراثي رغم المحاولات المتكررة للتقليل من أهميته من طرف مجلس العموم زمن الصراع مع الملكية.
يتكون من 800 لورد بالوراثة إضافة الى 200 يعينهم الملك مدى الحياة، 9 قضاة لوردات أعضاء بالمحكمة العليا بالاستئناف.
و إذا كان هذا المجلس قد حافظ على اختصاصات برتوكولية مثل إلقاء الخطاب في إحدى صلاته، كوظيفة كلاسيكية له، و احتفاظه بنفسه كمحكمة عليا لجميع المحاكم، و استمرار تدخله في الوظيفة التشريعية عن طريق حق الاعتراض على القوانين الصادرة عن مجلس العموم.
و يعتبر مجلس اللوردات مجلس للتأمل و رمز للتقاليد الانجليزية، فإن البعض قد لاحظ أن نجم هذا المجلس أخذ في الأفول لصالح مجلس العموم بتسجيله أن نسبة 80% من أعضاء هذا المجلس لا يساهمون بشكل منظم في حضور أشغاله، و المشاركة في مناقشاته خلافا لمجلس العموم الذي يظهر بكثافة في جلساته و أشغاله.