الضريبة و الرسم
ما المقصود بالضريبة؟ وماذا نعني بالرسم؟ وما الفرق بينهما؟
المطلب الأول: تعريف الرسم المحلي
قبل بسط التعريفات الخاصة بالرسم لابد من التعرف على الفرق بين الضريبة والرسم، وكذا الخاصيات المميزة لكل منهما والجهة المستحق لها استخلاصها.
الفقرة الأولى: الضريبة والرسم
إنّ مصطلح الضريبة أو الرسم ليسا من المصطلحات الحديثة؛ حيث عُرِفَ كلّ منهما منذالعصور القديمة، وخصوصا عندما بدأت المجتمعات البشريّة بالتطور في المجالاتالاقتصاديّة؛ ممّا أدّى إلى فرض كلّ من الضرائب والرسوم على العمليات التجاريّةالمتنوعة،
فتُعدّ الضريبة بشكل عام فرضا ماليّا تفرضه البلدان والدول على كافة المكلفين بها، ودون حصولهم على أي مقابل لقاء تقديمهم لقيمة الضريبة؛ حيث تساهم الضرائب في تطبيق العدالة الاجتماعيّة، وتوفير الدعم للمشروعات التي تُساعد على تطوير المجتمع، أمّا الرسوم فهي عبارة عن مقابل مالي ومدفوع من طرف الأفراد لشخص عامة لقاء الحصول على خدمة
مُحدّدة تُنفَّذ للفرد الذي يطلبها، وغالبا ما تكون قيمة الرسم الماليّ أقلّ من قيمة الخدمة المُقدمةمن خلاله؛ حيث تُدفع قيمة الفرق بين التكلفتين من خزينة الدولة العامة.
أولا: الفرق بين الضرائب والرسوم
تُعدّ كلّ من الضرائب والرسوم وسائل ماليّة حكوميّة تُستخدم في زيادة نسبة الإيراداتالعامة، ولكن توجد فروق بين كلّ منهما سواء من حيث الطبيعة أو إلزاميّة الدفع أو الحصول على خدمات في المقابل أو الهدف من الفرض، وفيما يأتي معلومات عن هذه الفروق:
الفرق من حيث الطبيعة: هو الاختلاف بين طبيعة كلّ من الضريبة والرسم؛ إذ تُفرض الضرائب وفقا لنسب مئويّة بهدف رفع الإيرادات، بينما يعتمد فرض الرسوم على ارتباطها بتقديم خدمة كمقابل لها.
الفرق من حيث إلزاميّة الدفع: هو الاختلاف المرتبط بإلزاميّة دفع الضريبة والرسم من خلال الأفراد والمُنشآت؛ إذ تُعدّ الضرائب إلزاميّة الدفع، بينما يكون دفع الرسوم طوعيّا؛ً أيغير إلزاميّ مرتبط بتقديم الخدمة.
الفرق من حيث الخدمات المُقدمة: هو الاختلاف وفقا للمقابل الناتج عن كلّ من الضريبة والرّسم؛ إذ لا يمكن أن يحصل الأفراد أو المُنشآت عموما على أي خدمات أو فوائد مقابل دفعهم لقيمة الضرائب المترتبة عليهم، بينما يوفر الدفع المباشر لقيمة الرسوم الحصول علىعدّة مميّزات أو خدمات حكوميّة.
الفرق من حيث الهدف: هو الاختلاف في الهدف من فرض كلّ من الضريبة والرسم؛ إذ تُفرض الرسوم عموما بهدف التحكم أو تنظيم عدّة أنواع من النشاطات، أمّا الضرائب فتُفرض بهدف تحقيق المصالح العامة للدولة.
ثانيا: خصائص كلّ من الضريبة والرسم
خصائص الضريبة: هي كافة المميّزات التي تتميّزُ بها الضرائب وهي: تُعدّ
الضريبة نوعا من أنواع الاقتطاعات الماليّة المفروضة بشكل نقديّ.
تُدفع القيمة الخاصة بالضريبة بشكل إجباريّ وإلزاميّ؛ عن طريق الاعتماد على تنفيذ متطلبات قانون جباية الضرائب الخاص بكلّ دولة؛ إذ تحرص الدول على تحديد الوسائل والأدوات المُستخدمة فيمُتابعة، وتحصيل، وحلّ أيّ نزاعات خاصة بالضرائب المفروضة.
تُعتبر قيمة دفع الضريبة نهائيّة؛ أيّ لا يُمكن ردّها للمُكلف بها؛ لأنّها لا تُصنّف ضمن الودائع أو الأمانات الماليّة المُستردّة لأصحابها في وقت لاحق.
لا يحصل دافع الضريبة على مُقابل؛ أي أنّ الضرائب
عموما لا تُحقّق منافعا خاصة بل تسعى إلى تحقيق النفع بشكل عام. لا تُنفَق قيمة الضرائب على أشياء مُحدّدة بل تُنفق على كافة المنافع العامة.
خصائص الرسم: هي جميع المميّزات التي تتميّزُ بها الرسوم، وهي:
الميّزة النقديّة: هي اشتراط دفع قيمة الرسم بشكل نقديّ؛ إذ ليس من المقبول أن تتخذَ الرسوم صورة عينيّة بدلاً من دفعها نقداً، ويرتبط شرط الدفع النقديّ مع طبيعة التطورات الماليّة الحديثة والمُؤثرة على الدول من حيث دفعها لمصروفاتها وحصولها على إيراداتها
بشك ل نقديّ.
الميّزة الجبريّة: هي التزام دفع الأشخاص لقيمة الرسوم مقابل حصولهم على خدمة ما، وجاءت هذه الميّزة الجبريّة للمُحافظة على استقرار المُؤسّسات العامة والدول.
تقديم خدمات خاصة: هي من المميّزات الأساسيّة التي تُساهم في تحديد طبيعة الرسوم الماليّة؛ حيث يُطبق الرسم عندما يتقدم شخص ما بطلب للحصول على خدمة خاصة فيه من إحدى هيئات الدولة، وتُعتبر هذه الخدمة عبارةً عن المقابل الناتج عن دفع ثمن الرسم .
الفقرة الثانية: تعريف الرسم
هو فرض مبلغ محدد من المال تتقاضاه الدولة من الفرد مقابل استفادته من احدى الخدمات التي تؤديها بعض الوزارات أو الجهات الحكومية. ومعنى هذا أن رسوم الخدمات تعد من أنواع الجبايات الحكومية التي تحصل عليها الدولة مقابل نشاط محدد يحتاج إليه الفرد على جهة الخصوص وبناء على طلب الفرد لتلك الخدمة المحددة.
الرسم أو الأداء هو اقتطاع نقدي بواسطة الدولة أو الهيئات المحلية أو أحد تنظيماتها الإدارية، يدفعه الفرد جبرا مقابل نفع خاص يحصل عليه من جراء تأدية الدولة لخدماتها وتحقيقها للنفع العام.