أهمية الشيك
یعتبر الشیك أكثر الأوراق التجاریة شیوعا في الناحیة العملیة رغم حداثة نشأتهُ مقارنة مع الأوراق التجاریة الأخرى، وقد أصبح أداة وفاء تغني عن استعمال النقود في المعاملات، إذ بدلا من أن یفي المدین لدائنه مباشرة بتقدیم مبلغ من
النقود إلیه، فإنه یحرر لصالح الدائن شیكا وفاء لدینه.
وللشیك، كأداة وفاء، مزایا واضحة، حیث یسمح للساحب بأن لا یجمد في
خزانته المبالغ اللازمة للوفاء، وهو وسیلة لإثبات الوفاء، إذ یقید في دفاتر البنك أن
شیكا معینا قد دفع لشخص معین، وهو یقلل كثیرا من مخاطر السرقة والضیاع،
كما یوفر ضمانا جدیا لحامله بما یقرره القانون من جزاء جنائي عند عدم الوفاء
بقیمته بسبب انعدام المؤونة أو عدم كفایتها.
كذلك، فإن استعمال الشیك یؤدي إلى التقلیل من الحاجة إلى استعمال النقود
المعدنیة والورقیة، فیحد بذلك من كمیة النقود المتداولة، نظرا لكون المستفید من
الشیك یعهد في الغالب إلى البنك الذي یتعامل معه للتحصیل ویقید قیمته في
حسابه، بحیث تتجمع الشیكات في النهایة بین أیدي البنوك ویحصل الوفاء
بالمقاصة أو بإجراء قیود كتابیة.
ولأن الشیك لا یستطیع تأدیة وظیفته كأداة وفاء تقوم مقام النقود إلا إذا اطمأن
الحامل إلیه ووثق في أن حصوله علیه مقابل حقه عند السحب یعادل الدفع
النقدي، وكلما زادت الثقة في الشیك وشاعت الطمأنینة في نفوس المتعاملین به،
كلما ذاع استعماله وعمت الفائدة المرجوة منه، ولا سبیل إلى إشاعة هذه الثقة إلا
بتدعیم حق الحامل وتقویة الضمانات التي تؤكده، لذلك نجد المشرع قد عمد إلى
تشجیع التعامل بالشیك عن طریق تقریر جزاء جنائي على سحب شیك بدون
مؤونة، كما جعل الوفاء بالشیك إلزامیا في بعض الحالات