الأليات المؤسساتية الحماية الدولية للحقوق الإنسان

 

آليات الحماية الدولية للحقوق الإنسان

يمكن التميز مبدئيا بين آليات مؤسساتية ذات بنية تنظيمية محددة ، واليات إجرائية منظمة بمقتضى قرارات صادرة عن هيئات أممية مختصة في مجال حقوق الإنسان . 

     أ-الآليات المؤسساتية الدولية لحماية حقوق الإنسان .

هي مجموع الأجهزة المؤسساتية التي أحدثت إما بمقتضى ميثاق الأمم المتحدة ، وإما بمقتضى قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة، وجود حالات استثنائية كما سيأتي بيانه. ويبقى أبرز هذه الأجهزة

1 – الجمعية العامة للأمم المتحدة، و هي هيأة محدثة عهد إليها الاختصاص في مجال حقوق الإنسان بمقتضى المادة 1 و 13 من الميثاق.

و تطلع الجمعية العامة باتحاد قرارات و توصيات لا تتمتع بالقوة القانونية  الإلزامية ، ولكن تبقى لها رغم ذلك أهميتها في حقوق الإنسان خصوصا إذا ما ثم تفعيلها في إطار مجلس الأمن.

2- المجلس الاقتصادي و الاجتماعي ، و قد احدث هو الآخر بموجب ميثاق الأمم المتحدة.

ويعتبر من المؤسسات الأساسية المعنية بحماية حقوق الإنسان وذلك بمقتضى المادة 62 من الميثاق .

وقد لعب دورا كبيرا في تفعيل آليات الحماية الدولية لحقوق الإنسان ، وتحديدا آلية التقارير ، خصوصا في علاقته باللجان والهيئات التعاقدية ، المحدثة بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

3- مجلس حقوق الإنسان ، وقد حل محل لجنة حقوق الإنسان ، ودلك  بمقتضى قرار الجمعية العامة رقم 251/60 بتاريخ 15 مارس 2006 .

ويمكن اعتبار قرار  تأسيس مجلس حقوق الإنسان منعطفا رئيسيا في مسار تطوير آليات الحماية الدولية لحقوق الإنسان ، لأنه جاء على خلفية نقد ذاتي لمنظومة حقوق الإنسان ككل ، خصوصا ما تعلق منها ب عنصري الفاعلية والاستقلالية  في تدبير العديد من الحالات .

وقد أوكل قرار الجمعية العامة إلى مجلس حقوق الإنسان نفس صلاحيات واختصاصات لجنة حقوق الإنسان ، ونفس آليات الاشتغال ، ونفس الولايات التي كانت تطلع بها ، على أمل تطوير المجلس لهذه الآليات  وجعلها أكثر استقلالية وفاعلية في تطوير الحماية الدولية لحقوق الإنسان .

إلا إن أهم جاء به القرار هو جعل مجلس حقوق الإنسان مؤسسة تابعة مباشرة للجمعية العامة ، لا للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي كما كان عليه الحال بالنسبة لعمل لجنة حقوق الإنسان سابقا .

ويمكن تلخيص عمل مجلس حقوق الإنسان في وظائف تلات رئيسية

      -وظيفة وقائية ، ويسعى من خلالها المجلس إلى منع وقوع  انتهاك من انتهاكات حقوق الإنسان .ويمارس المجلس وظيفته الوقائية هاته من خلال تأسيس آلية للحوار مع الدول حول قضايا حقوق الإنسان  ، وممارسة نوع من التوعية والتثقيف بثقافة حقوق الإنسان ،وتشجيع الدول للنهوض بثقافة حقوق الإنسان والوفاء ب التزاماتها .....

     -وظيفة اقتراحيه ، و ذلك من خلال تقديم المجلس لاقتراحات و توصيات بشان النهوض بحقوق الإنسان.

    -وظيفة مراقبة ، بحيث يلعب المجلس دورا كبيرا في عملية رصد و مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان على الصعيد الدولي ، و تحديدا من خلال ما يعرف بالية الاستعراض الدوري الشامل كوحدة من ابرز آليات الحماية الدولية لحقوق الإنسان.

4- المفوضية السامية لحقوق الإنسان و قد أحدثت بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 141/48 بتاريخ 20 دجنبر 1993، و ذلك بناء على توصيات و برنامج عمل المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان فيينا في 14 إلى 25 يونيو 1993.

و يوجد على رأس المفوضية مفوض سامي لحقوق الإنسان معين من طرف الأمن العام للأمم المتحدة إلا انه لا يمارس مهامه إلا بعد موافقة الجمعية العامة على هذا التعيين.

و بالاطلاع على قرار الجمعية العامة 48/141 المنشى لمنصب المفوض السامي ، والمحدد لمهامه يظهر بان الوظيفة الأساسية هي الإشراف و التنسيق بين مختلف الهيئات و الأجهزة و المؤسسات المهتمة بحماية حقوق الإنسان، و تذويب كل العقبات التي تعترض احترام و تطوير حقوق الإنسان و ذلك ومن خلال تفعيل آلية الحوار مع الحكومات و تقديم الاستشارات و المساعدات التقنية و المالية في ميدان حقوق الإنسان ، لتمكين الدول من الوفاء بالتزاماتها.

5- الوكالات المتخصصة المستقلة، فاستنادا إلى المادة 63 من ميثاق الأمم المتحدة و بموجب اتفاقيات مبرمة مع المجلس الاقتصادي و الاجتماعي، تقوم الوكالات المتخصصة المستقلة بعمل كبير في مجال حماية و تطوير حقوق الإنسان . و من أمثلة هذه الوكالات المتخصصة نذكر

-منظمة العمل الدولية ،و التي قامت بوضع أكثر من 180 اتفاقية بخصوص حماية الحقوق الاقتصادية . ولعبت دورا كبيرا في ىتفعيل آلية التقارير كأحد ابرز آليات المراقبة الدولية لوفاء الأول بالتزاماتها.

    - منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم )اليونسكو( ، وهي الوكالة ذات الاهتمام الكبير بالحقوق الثقافية . وقد لعبت دورا كبيرا في تنفيذ عقد الأمم المتحدة للتثقيف في مجال حقوق الإنسان ) 1995م-2004م(  

   - منظمة الصحة العالمية ، وهي الوكالة الرئيسية لتعزيز وحماية الحق في الصحة ، محطات هامة بحقوق الإنسان في إطار الأمم المتحدة. وقد عمدت إلى تقديم العديد من المساعدات التقنية والمادية للدول للنهوض بالصحة العامة في العديد من دول العالم ، خصوصا بعد المؤتمر العالمي للحقوق الإنسان في فيينا 1993 

 
                                                                                                                                                                            
                                               
المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق