مراعاة الخلاف
مراعاة الخلاف
تعريف مراعاة الخلاف: هو: " إعمال المجتهد لدليل مخالفة المخالف له في لازم مدلوله لدليل أخر"
مثاله: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح الشغار، وقد أخذ بهذا الدليل الإمام مالك حيث يرى تحريم هذا النكاح، ومن تم فأنه إذا وقع وجب فسخه، ومن لازم ذلك أنه لايترتب عليه ميراث بين الزوجين إذا مات أحدهما، لكنه رحمه الله نقل عنه أنه يرى أن هذا النكاح إذا وقع فإنه يجب فسخه ويكون فيه الميراث إذا مات أحدهما قبل الفسخ، وإنما قال مالك ذلك مراعاة لقول مخالفه بعدم الفسخ، إذ أن مدلول دليل الخصم عدمم فسخ النكاح، ولازمه وقوع التوارث فيه، فأخذ مالك بهذا اللازم
مستند مراعاة الخلاف:
حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه، قالت : فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص وقال : ابن أخي قد عهد إلي فيه فقام عبد من زمعة فقال: أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال سعد: يارسول الله ابن أخي كان عهد إلي فيه، فقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هولك يا عبد بن زمعة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش وللعاهر الحجر، ثم قال لسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : احتجبي منه لما رأي من شبهى بعتبة، فما رأها حتى لقي الله"
وبيان وجه مراعاة الخلاف من الحديث أن الفراش مقتص لإلحاقه بزمعة، والشبه البين مقتص لإلحاقه بعتبة، فأعطى النسب بمقتضى الفراش، وألحقه بزمعة وروعي أمر الشبه بأمر سودة بالاحتجاب منه.