دروس القانون دروس القانون
recent

آخر المقالات

recent
جاري التحميل ...

ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ

ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ
ﻣﻄﺒﻮﻉ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﻨﻄﻠﺒﺔ
ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ : ﻓﺆﺍﺩ ﻧﻀﻴﻒ
ﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً
ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻟﻐﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ
ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ .
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻫﻮ ﻓﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺣﻴﺚ ﻧﻜﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺟﺎﻫﻠﻴﻦ ﺃﻭ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﺮﻫﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻜﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﺎﺭﻓﻴﻦ .
ﻭ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺑﺪﻭﻱ ﺑﺎﻋﺘﺎﺑﺎﺭﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ . ﻭﻳﻌﺮﻓﻪ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺭﺑﻴﻴﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺴﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ.
ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﻛﺮﺍﻓﻴﺘﻴﺰ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ :
* ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ : ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺃﻱ
ﺑﺤﺚ ﺃﻭ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺧﺎﺹ ﻳﺤﻴﻞ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ.
* ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭ
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﻛﻴﻒ؟
* ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺠﺎﻝ ﺑﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﻌﻴﻦ : ﻳﻌﺪ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻣﺒﺮﺭﺍ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺠﺎﻝ ﻧﻮﻋﻲ ﻭ ﻳﻀﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ .
ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻛﺮﺍﻓﻴﺘﻴﺰ ﻋﻨﺪ ﺗﻄﺮﻗﻬﺎ ﻟﻠﻐﻤﻮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﻨﻒ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ
ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻌﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻟﻔﻬﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .ﺃﻱ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻭ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ :
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻊ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻭ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻭ
ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ,ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺑﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﻌﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺤﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺮ .
ﻭ ﻣﻨﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﻄﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ,ﻭ ﻛﺬﺍ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻟﻴﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
, ﻭ ﻫﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻻﺗﺪﺭﻙ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ .
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻹﻟﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ :
_ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
_ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ.
ﻓﺼﻞ ﺗﻤﻬﻴﺪﻱ : ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ
ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ : ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﻭ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
_1ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻲ : ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻲ ﺑﺘﻘﺪﻳﺲ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭ
ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻭ ﻋﻼﺟﻴﺔ . ﻭﻗﺪ
ﻭﻗﻔﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻋﺎﺋﻘﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺾ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻌﻪ.
_2 ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ . ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ
ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻫﻢ ﻣﻼﻙ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ
ﺃﺻﻞ ﺩﻳﻨﻲ. ﺃﺑﺮﺯ ﺭﻭﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻮﻡ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ , ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺸﻖ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﻪ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭ ﺑﻘﻲ ﻓﻜﺮﻩ ﻳﺼﺒﻮ ﻟﻤﺎ
ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭ ﺭﻏﻢ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﻓﻜﺮﻩ ﻣﻨﺤﺼﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺎﺕ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﺍﻟﻮﺛﻨﻲ ﺍﻣﺘﺪ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ . ﺣﻴﺚ
ﻛﺮﺳﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭ ﺣﺼﺮ
ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ
ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ . ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﺎﻧﻌﻜﺲ ﺫﻟﻚ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭ ﻋﺎﺷﺖ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ
ﺃﺳﻮﺀ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
_3 ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ :
ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ , ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺣﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎﻫﻲ ﺇﻻ ﺣﻠﻮﻝ
ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ .
ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
_ﺃﻭﻻ ﻟﻤﺲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ , ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ.
_ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻛﻮﺿﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﺤﻞ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ .
_ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ,ﻟﻨﻌﺮﻑ ﻣﺪﻯ ﺗﻮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺃﻡ ﻻ , ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻧﻜﻮﻥ ﺣﻘﻘﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ,ﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺸﻞ
ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺼﻴﺎﻏﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ.
ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺎﺡ ﻟﻠﺤﻮﺍﺱ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭ
ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺎﻝ ,ﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻧﺘﻘﺪﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
_4 ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ :
ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻭﺍﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜﺮ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ , ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻭ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮ , ﺑﺨﻼﻑ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻧﺸﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﺭ ﻭ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ
, ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ
ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﻮﻝ ﺩﻓﻌﺖ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻮﻳﻞ
ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺪﺍﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ
ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺸﺎﻛﻞ
ﺍﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ _ﺍﻻﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻫﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ._
ﻭ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : ﻣﺎﻫﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻭ
ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ؟
ﻣﻮﻗﻒ ﺟﻮﻥ ﺑﻴﺎﺟﻲ :ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ :
*ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺗﺨﻠﻖ ﻭﺿﻌﺎ ﻣﻌﻘﺪﺍ , ﻓﺎﻻﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﺭﺱ ﻭ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
ﻭ ﻳﺘﻤﺨﺾ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺘﺸﻌﺐ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺀ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ
.
*ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .
ﻳﺮﻯ ﺑﻴﺠﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻳﻨﻄﻠﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺎﺕ
ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ.
ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻴﻠﻬﺎﻡ ﺩﻟﺘﺎﻱ :ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ
ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .
ﻓﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻇﺎﻫﺮﺓ
ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﺎﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺭﺱ ﺑﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻧﻔﺴﺮﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ . ﻓﺎﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺣﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺰﻳﺌﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻌﺰﻝ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ . ﻣﻦ ﺗﻢ
ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ .
ﻭ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ ,ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻃﺮﻓﺎ ﻭ ﺣﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ,ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ .ﻓﺎﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻻﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﺑﺮﺍﺯ
ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ. ﻧﻔﺲ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﻤﺎ
ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ. ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﻛﺪ
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .
ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻴﺮﻟﻮﺑﻮﻧﺘﻲ :ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ
ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ,ﻓﺎﻟﺬﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ,ﻓﻠﻮﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻭ ﺟﻬﺎﺕ , ﻭ ﻣﻦ ﺛﻤﺔ
ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ.ﻓﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻫﻮ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﺍﺕ .
ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﻤﻴﺰﻫﺎ .ﻭ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺸﻜﻴﻜﺎ ﻓﻲ
ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻨﻘﺎﺵ ﺍﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺇﻏﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻟﺘﻮﺧﻲ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺩﺍﺭﻙ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ , ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻭ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ﻭﻭﺍﻋﻴﺔ .
ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ.
ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻛﻌﻠﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻗﺎﺋﻢ
ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻟﻪ ﺃﺳﺴﻪ ﻭ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭ ﺍﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺗﺴﻌﻰ
ﻟﻠﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﻷﻱ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﻴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﻌﻠﻤﻴﺘﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ : ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ .
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺸﻔﻬﺎ ﻭ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ . ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ
ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﻫﻤﺎ
:
ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ :ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ .
ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ :ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻜﻞ ﻋﻠﻢ ﻭ ﺗﺤﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ .
ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ :ﻫﻞ ﻳﺘﻢ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺟﺎﻝ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﺴﺒﻘﺎ , ﻳﻀﻌﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﻠﻤﻴﺔ
, ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﻭ ﻳﺴﻴﺮ
ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻳﻪ ,ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﺑﺤﺎﺛﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ؟ﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻭ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ؟
ﻣﻮﻗﻒ ﻛﻠﻮﺩ ﺑﺮﻧﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ , ﻗﺮﺭ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺪﺭﺱ ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻛﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺩﺍﺧﻞ
ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ,ﻓﺎﻟﺒﺎﺣﺚ ﻻﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﻭ ﻣﺬﻫﺐ
ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﺑﺤﺎﺛﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺑﺪﻭﻱ :ﻳﺮﻯ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻭ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻭ
ﺗﺴﺎﻧﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ.
ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺺ ﻭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ
ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻭ ﺗﺴﺎﻧﺪ ﻭ ﺗﻌﺎﻭﻥ.ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘﺸﻔﻪ ﻭ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺑﺤﻮﺛﻪ ﻭ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ,ﺛﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍ ﺃﻭ
ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻻ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ,ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﺧﺮ ﺃﻭﺳﻊ ﻋﻠﻤﺎ ﻭ ﺃﻓﻘﺎ , ﻭ ﺫﻭ
ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺗﺄﻣﻠﻴﺔ ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﻭ ﻋﺎﻣﺔ ,ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ .
ﻭ ﻣﻨﻪ ﻧﺼﻞ ﺃﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ
ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ .ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ
ﻋﻠﻤﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﻋﻠﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻣﻨﺢ ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻭ
ﺷﺎﻣﻞ ﻭ ﺫﻭ ﺑﺮﺍﻫﻴﻦ ﻗﻮﻳﺔ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﺪﻯ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.
ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺨﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ :
_ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻭ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ .
_ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺣﺮﻛﻴﺔ ﻭ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ.
_ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .
_ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
_ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺬﻟﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻃﺮﺡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﻋﺪﺗﻴﻦ ﻫﻤﺎ :
_ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻓﺎﻟﺸﻲﺀ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻺﺩﺭﺍﻙ ﺧﺎﺭﺝ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ.
_ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ
ﺑﺎﻟﻘﻬﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺩﻋﺎ ﺇﻣﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﻛﺎﻳﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺰﻝ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻦ
ﻓﻜﺮ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻛﻴﺎﻧﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﺗﻢ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ , ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻲ , ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ
ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻉ ‏( ﻫﺪﻓﻪ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻭ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﻬﺪﻑ
ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻟﻼﺧﺮﻳﻦ ‏) , ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻔﻲ ‏( ﻫﺪﻓﻪ ﺗﺮﻛﻴﺐ
ﻭ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ‏).
ﻣﺎﻳﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻧﺎﻗﺺ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻓﻘﻂ ﻭ
ﻻﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ , ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ.
ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ *: ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ‏( ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ
ﺳﻴﺮﺍ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻸﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ‏) . * ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻠﻲ ‏(ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺃﺻﻮﻝ ﻭ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ‏)
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻳﻌﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺤﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻕ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ
ﻛﻤﻨﺎﻫﺞ ﻟﻬﺎ ﺃﺻﻮﻝ ﻭ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
_ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻭﻳﺘﻨﻲ : ﺭﺗﺐ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﻳﺘﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ , ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ , ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ , ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ , ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆﻱ ,ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ,ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ.
_ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻣﺎﻛﻴﺰ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﻧﺘﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ , ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ , ﻣﻨﻬﺞ ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ , ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ , ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺴﺢ , ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ.
ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻨﺎﻫﺞ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ , ﻓﻘﺪ ﺃﻗﺤﻤﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﻃﺮﻕ
ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. ﻭ ﻛﺬﺍ ﺑﻌﺾ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ .
ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭ ﻫﻲ :
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ_ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ _ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ_ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ .
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ : ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻔﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﻭﻫﻲ
: ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ _ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻲ _ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ _ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ...
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ :
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻲ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻲ.
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻲ ﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ
ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﺎﻣﺔ ﻭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻛﻠﻴﺔ .ﻭ ﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ
ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺠﺰﺀ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ , ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﺛﻢ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ .
ﻭ ﻋﻤﻞ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ :
_ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ :ﻫﻮ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﻳﻘﻴﻨﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺟﺰﺍﺀ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ,ﻹﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ.
_ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ :ﻫﻮ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﻏﻴﺮ ﻳﻘﻴﻨﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ
ﺑﻌﺾ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ , ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ , ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻜﻞ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ .
ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ
ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﺎﺹ .
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻷﺳﻠﻮﺑﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻲ
ﺣﻮﻝ ﺩﻗﺔ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻤﺎ ,ﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﻤﺰﺝ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺳﻤﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ :
ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻳﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ,ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻗﺪ
ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ.
ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻷﺧﺮﻯ.
.1ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ :
ﻗﺪ ﻗﺴﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺇﻟﻰ : ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ـ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ـ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ .
ﺃ ـ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ :ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺔ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻴﻨﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ , ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ
ﺍﻟﺒﺮﻫﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻓﻬﻲ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﺑﻼ ﺑﺮﻫﺎﻥ..
ﺏ ـ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ : ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺃﻗﻞ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ , , ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺼﺎﺩﻕ
ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ , ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻟﻠﻌﻘﻞ ,
ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻔﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻗﺾ..
ﺝ ـ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ :ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ ,ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻑ ﺑﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ
ﻣﻀﺒﻮﻃﺔ , ﻳﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻛﻞ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭ ﻳﻤﻨﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺻﻔﺔ ﺃﻭ
ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻨﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻣﺎﻧﻌﺎ .
ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ :
ﺃ_ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ :ﻭ ﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺇﻟﻰ
ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ـ
ﺏ_ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ : ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ، ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ
ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻬﺎ , ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻏﻴﺮ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺻﺤﺘﻬﺎ. .
ﺝ ـ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ :ﻫﻮ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﻘﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﻭ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ , ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻣﺠﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ
ﺻﺎﺋﺒﺔ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ :
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ.
ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻋﺪﺓ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ , ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺭ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻧﻪ : " ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ , ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ,
ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻤﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ )". ‏)
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻗﺔ : " ﻫﻮ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺩﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﻼﺕ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ , ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ,
ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺗﻌﻤﻴﻤﺎﺕ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ )". ‏) .
ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ , ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ
ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ , ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻭﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ , ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ
ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻭﺗﻨﺒﺆﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺔ
ﻭﺛﺎﺑﺘﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ .
1 ـ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ :
ﺃﻱ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺣﻮﻟﻬﺎ
ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ , ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ , ﻻﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻓﺮﺿﻴﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﻜّﻮﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
ﻭﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ.
2 ـ ﺟﻤﻊ ﻭﺣﺼﺮ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ :
ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ , ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ , ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺼﺮ ﻭﺟﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ
ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻼﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ , ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ‏( ‏) .
ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ
ﺍﺳﻢ " ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ," ﻓﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ .
ﻭﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻓﻲ
ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ.
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﻓﻬﻲ : "ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ.
ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ , ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ , ﺃﺻﻴﻠﺔ ﻭﺃﻭﻟﻴﺔ , ﺃﻭ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ,
ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ , ﺭﺳﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻴﺔ , ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﺩﻳﺔ ,
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﺴﺠﻴﻼ ﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﻭﻗﺎﺋﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ , ﺃﻭ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ
ﻭﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ , ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ.
3 ـ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ :
ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﺼﺮ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ , ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﺤﺺ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ , ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ , ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻻﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ , ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﻯ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻭﻫﻮﻳﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ .
ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻭﺍﻟﻔﺤﺺ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﻩ , ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘـﺪ , ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻘﺪﺍ ﺧﺎﺭﺟﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻘﺪﺍ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎ .
ـ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻟﻠﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ : ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ
ﻫﻮﻳﺔ ﻭﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ , ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﻯ ﺻﺤﺘﻬﺎ , ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ
ﻭﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻟﻠﻮﺛﻴﻘﺔ , ﻭﻛﺬﺍ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ,
ﻭﺇﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ـ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ : ﻭﺗﺘﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ
ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ , ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ
ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ , ﻭﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﺪﻯ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﺩﻗﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ :
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺣﻴﻮﻱ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ , ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .ﻓﺒﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﻭ ﺃﺳﺎﺱ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ , ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
ﺭﺍﺣﻞ ﻭ ﻋﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ. ﻭ ﺗﺰﺩﺍﺩ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﻭ ﺟﺬﻭﺭ ﺃﺑﺤﺎﺛﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ .
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻫﻮ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻭ ﻣﻀﺒﻮﻁ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ
ﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ , ﻭ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭ
ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ . ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻡ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ,ﺣﻴﺚ ﺗﻜﺸﻒ
ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ , ﻭ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ .
- ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ :
*ﺃﻧﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.
*ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ.
*ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ , ﺃﻱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻌﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺗﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻭ
ﻣﻴﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻭ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ.
ﻳﻨﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ
, ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ , ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .
-1ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ :ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ , ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ .
ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻲ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻌﻔﻮﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻭ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺃﻭ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﻗﺼﺪ.ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ , ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ , ﺑﻐﻴﺔ
ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﺎ.
ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ :
_ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺃﻱ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻧﻢ ﻳﻼﺣﻆ
ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ.
_ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ,ﻧﺰﻳﻬﺔ ﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﻣﺠﺮﺩﺓ ﻭ ﻻ
ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﻔﺮﺿﻴﺎﺕ ﻭ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ ﺳﺎﺑﻘﺔ .
_ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﻣﺆﻫﻼ ﻭ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﻭ ﻋﺎﻟﻤﺎ .
-2 ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ : ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺨﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ .ﻭ
ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺑﻤﻌﺰﻝ
ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ,ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﻬﺎ , ﺗﺼﺒﺢ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﻔﺴﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ .
-3ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ : ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺎﺕ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﻣﺪﻯ ﺳﻼﻣﺘﻬﺎ ﻭ ﺻﺤﺘﻬﺎ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﻃﺒﻖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ,ﺣﻴﺚ ﺑﺮﺯ
ﺩﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ :ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ _ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ. ﻛﻤﺎ ﺍﺯﺩﻫﺮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺣﺘﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ , ﻭ ﻋﻠﻢ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﻱ ﻭ ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ .
ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻭ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ , ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ﺍﻟﺪﻳﻠﻴﻜﺘﻴﻜﻲ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ :
ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ
ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ , ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺗﺮﺍﺑﻂ ﻭ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﻭ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ
ﺣﺎﻻﺕ ﺻﺮﺍﻉ ﻭ ﺗﻨﺎﻗﺾ .ﻭ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻏﺮﻳﻖ ﻓﻲ
ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻭ ﺃﺳﺴﻪ , ﻭ ﺗﻢ ﺑﻨﺎﺅﻩ ﻛﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﻫﻴﺠﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻻﺕ
ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻋﻴﺔ ,ﻭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻭﺣﺪﺓ ﻭﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﺿﺪﺍﺩ ,ﻭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻧﻔﻲ
ﺍﻟﻨﻔﻲ. ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﻓﻮﺭﺑﺎﺥ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻫﻴﺠﻞ ﻭ
ﻧﺎﺩﻯ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﺗﺴﺎﻡ ﻭ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﺪﻳﺎﻟﻴﻜﺘﻴﻚ ﺑﺎﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻛﻲ ﻳﺼﺒﺢ
ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ ﻭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﻭ ﻋﻠﻤﻴﺎ .ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻡ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ
ﺍﻟﺪﻳﺎﻟﻴﻜﺘﻴﻚ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻤﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭ
ﺃﺳﺴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻧﺰﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ.
ﻭ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ :
*ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ .
*ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﻋﺎﻡ ﻭ ﺷﺎﻣﻞ ﻳﻜﺸﻒ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ , ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ﺑﺪﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ
ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻬﺎ , ﻣﺜﻼ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﺃﺻﻞ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﺃﺻﻞ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻛﻤﺎ
ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭ
ﻇﻬﻮﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺮﻭﻟﻴﺘﺎﺭﻳﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ
ﻃﺮﺡ ﻧﻘﺎﺵ ﻓﻜﺮﻱ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻫﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﺃﻡ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ؟ﻭﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ
ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺑﺤﺚ , ﻷﻧﻬﺎ
ﻻﺗﺮﻗﻰ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ ﻭ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭ
ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺰﻯ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ .
ﻭ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺴﺤﻲ
ﻭﻧﻬﺞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺴﺤﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﻋﺮﻓﻪ ﻭﻳﻨﺘﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﻭ ﻋﺮﻓﻪ ﻣﻮﺭﺱ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻨﻬﺞ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ
ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ .
ﺍﻟﻤﺴﺢ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ .
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺢ ﻫﻲ : ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ , ﻭ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﺴﺤﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ : ﺍﻟﻤﺴﻮﺡ ﺍﻟﻮﺻﻔﻴﺔ_ ﺍﻟﻤﺴﻮﺡ
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ _ﺍﻟﻤﺴﻮﺡ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ _ﺍﻟﻤﺴﻮﺡ ﺑﺎﻟﻌﻴﻨﺔ. ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﺴﻮﺡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ
ﺍﻟﻤﺴﻮﺡ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ.
ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺴﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﺟﻮﻥ ﻫﻮﺍﺭﺩ
ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺑﻤﺴﺢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﻭ ﻗﺪﻡ ﻧﺘﺎﺋﺞ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ , ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺗﺮﻣﻲ ﻹﺻﻼﺡ
ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﻣﻨﻬﺞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻋﻤﻮﺩﻳﺎ , ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺃﻓﻘﻴﺎ .ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻧﺘﺒﻊ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ _:ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ _. ﺛﻢ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻭ ﺗﺘﻢ
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ ‏(ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ
ﻣﺮﺕ ﺑﺎﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ,ﻭ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ‏) ,ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ‏( ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ , ﻛﺎﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ
... ‏)
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ _ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ
ﺍﻟﻤﻌﻤﻘﺔ_ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ.
ﻳﻄﺒﻖ ﻣﻨﻬﺞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ . ﻣﺜﻼ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ,ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﺗﻔﺴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻲ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻭ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ :
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻴﻦ ﺷﻴﺌﻴﻦ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﻴﻦ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ .
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺮﺯ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻇﺎﻫﺮﺗﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ .
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺣﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ . ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ , ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ
ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﻭ ﻓﺮﺍﻍ ... ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﺑﻨﻈﻢ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺪﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻭ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻋﻠﻤﺎ ﻟﻪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭ
ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﻣﻨﻬﺠﺎ
ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ , ﻭ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻬﺎ ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ .
ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻲ :
* ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻟﻠﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ .
* ﻳﻘﺪﻡ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﻤﻴﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﻗﻴﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ.
ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺣﺼﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ _: ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻟﺒﺤﺚ _. ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ_. ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻓﻲ
ﺷﻜﻞ ﺟﺪﺍﻭﻝ ﻭ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎﺕ ﺑﻴﺎﻧﻴﺔ _.ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ_ ﺗﺤﻠﻴﻞ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ_. ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﻢ.
ﺩﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺭﻳﺎﺿﻴﺔ
ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻭ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﻔﺎﺿﺔ ﺇﻟﻰ
ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺩﻗﻴﻘﺔ , ﺗﻌﻜﺲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﺗﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ :
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻭ ﺿﺒﻂ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ .
ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺸﺎﻁ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ . ﻓﻬﻮ ﻧﺸﺎﻁ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺭﺳﻬﺎ ﻭ ﻳﺼﻨﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭ ﻻﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻒ
ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ , ﺑﻞ ﻳﻬﺪﻑ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
, ﻭ ﻳﻬﺪﻑ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ,ﻭ ﺣﻞ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ .
ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ . ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻧﻮﻋﺎﻥ :
_ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ : ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ .
_ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ :ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻻﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﺱ ﻭ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﻓﻘﻂ
, ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻉ
ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺼﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ
ﺍﻻﺻﻄﻼﺣﻲ ﻟﻪ ﻋﺪﺓ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ :
_ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﺼﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻋﻠﻤﻴﺔ
ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﻭ ﺇﺿﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻬﺎ .
_ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻼﻡ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻭ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ
, ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻡ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ .
_ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺣﺴﺐ
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ,ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ
ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ :
- ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺩﺍﻟﻴﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻭ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻮﻝ
ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺜﻴﺮ ﻗﻠﻖ ﻭ ﺣﻴﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
- ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻭﻳﺘﻨﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺣﻘﺎﺋﻖ
ﻭ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ .
- ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﻮﻟﻨﺴﻜﻲ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻣﻨﻈﻢ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﻌﺎﺭﻑ ,ﻭ
ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺗﺘﻔﻖ ﻭ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
_ ﺃﻧﻪ ﺳﻠﻮﻙ ﺇﺟﺮﺍﺋﻲ ﻭ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻋﻠﻤﻲ .
_ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ .
_ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﻜﻮﻥ
ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.
_ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﻼﻧﻬﺎ ﺑﻬﺪﻑ
ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻨﻬﺎ.
_ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺷﺘﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ , ﻭ ﺗﺰﻭﻳﺪﻫﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺃﺳﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ. ﻓﻬﻮ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺗﺼﺤﻴﺤﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ
ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻴﺌﻴﺔ ...
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺙ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ :
_ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﻭﻝ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻓﻴﻪ , ﻭ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﺑﻄﺔ
, ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻢ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
_ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻤﻨﻊ ﺃﻱ
ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻬﺎ , ﻭ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﻟﺒﺤﺚ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ
ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ .
_ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﻭ ﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ , ﻭ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻴﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻋﻠﻤﻲ ﺳﻠﻴﻢ ﻭ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺨﻤﻴﻦ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ :
1 _ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ : ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ
ﺃﻭ ﻫﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻭﻓﻖ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻭ
ﻣﺠﺮﺩﺓ , ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺒﺮ ﺻﺪﻕ ﻣﻤﻜﻨﻮ ﻋﻜﺴﻬﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ . ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﺜﺎﺭ ﺑﺤﺪﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ , ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ . ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺻﻌﺐ ﻟﻜﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺎ
ﺇﻣﻴﻞ ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﻴﺎﻥ
ﻣﺎﺩﻱ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﻭ ﻓﻜﺮﻧﺎ.
_2 ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻜﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭ ﺗﻌﻤﻴﻤﻬﺎ : ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ , ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻭﻓﻖ ﺧﻄﻮﺍﺕ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ , ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺃﻭ ﺑﻠﺪ ﺍﺧﺮ , ﻓﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ
ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻗﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
. ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﻗﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭ ﺃﻗﻞ ﻓﺎﺋﺪﺓ.
_3ﺍﻟﺘﺒﺴﻴﻂ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ :ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ,
ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﺑﻂ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻷﻫﻢ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ , ﻓﺄﻱ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﻓﻬﻮ
ﻻﻳﺨﺪﻡ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ ﻳﻘﺺ ﻣﻦ ﻗﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ
ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .
_4ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ :ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ. ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻨﺸﺄ ﺃﻫﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺑﺤﺚ ﺟﺪﻳﺪ .
_5 ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ : ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ ﺻﺤﻴﺢ
, ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﻴﻤﺔ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ :
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻣﻨﻬﺎ :
_ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ .
_ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ.
_ﺗﻘﺼﻲ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺑﺼﺪﻕ ﻭ ﺍﻣﺎﻧﺔ.
_ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ,ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ .
_ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻭ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻣﺴﺒﻘﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ :
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ , ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ
, ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺃﻗﺪﻡ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ .
ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ , ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪﺗﻬﻢ ﻭ ﻫﻢ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﻴﺮﺕ ﻟﺘﻤﺜﻞ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ
ﺃﻭ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ .
ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ.
ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ :
_ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭ ﻫﻲ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ .
_ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻹﺩﺭﺍﻛﻴﺔ , ﻭ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ
ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﻌﻴﻦ ﻭ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ .
ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺆﻗﺖ ﺃﻭ ﻣﺤﺘﻤﻞ , ﻳﻮﺿﺢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺃﻭ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻫﻲ
ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ.
+ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ :
-1ﻓﺮﺿﻴﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ
ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
-2ﻓﺮﺿﻴﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﺗﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ , ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺗﻴﻦ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ .
-3ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ,ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻤﺪ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﻘﺔ , ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺬﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ
ﻟﺘﻌﻘﺪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻤﻮﺿﻮﻉ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭ ﻣﻨﻪ ﺗﺤﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ . ﻓﻘﺪ ﺇﻣﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﻛﺎﻳﻢ " ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺗﺠﺮﻳﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ " ﻷﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ , ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ
ﺑﺎﻟﺘﺒﺎﺙ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ :
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ :
ﻓﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻭ
ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ
ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ .ﻷﻧﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﻴﻮﻻﺗﻪ ﻭ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺔ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ .
ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ
ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻤﻴﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺻﻠﻲ .
ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ :
_ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ : ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ
ﺃﻱ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺪﺙ ,ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺣﻆ ﻣﺤﺪﺩ ﻭ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﻌﻴﻨﺔ
. ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ
ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ.
_ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ :ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ,ﺑﺤﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﺣﻆ ﻛﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﺿﻤﻦ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ
ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﺩﺍﺓ ﺃﻭ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ
, ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺒﺌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ , ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺤﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺣﺴﻴﺐ ﺃﻏﺮﺍﺽ
ﺍﻟﺒﺤﺚ .
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﺃﻧﻮﺍﻋﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻣﻨﻪ :
_1 ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ :ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ,ﺑﺤﻴﺚ
ﻳﻜﺘﺐ ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ,ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻴﺐ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻭ
ﻛﻠﻬﺎ . ﻭ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
_ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻭ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ
ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ _ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻭ ﺗﺒﻮﻳﺐ ﻭ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ,ﻣﻤﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ .
ﺃﻣﺎ ﻋﻴﻮﺑﻬﺎ ﻓﻬﻲ _:ﺗﻘﻴﺪ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﻓﻲ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﺴﺒﻘﺎ _ ﻗﺪ ﻳﻐﻔﻞ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ.
_2 ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ : ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ , ﻭ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ
ﻟﻠﻤﺒﺤﻮﺙ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ , ﻭ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ
ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻨﻮﻋﺎ ﻭﺍﺳﻌﺎ .ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻﻳﺘﻮﻓﺮ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﻤﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ .
ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻫﻲ : ﻋﺪﻡ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﺑﺄﺟﻮﺑﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭ
ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ .
ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ : ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻄﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﻭ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ.
_3 ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ : ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ
ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ .ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻭ ﻳﻌﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ
ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ.ﻓﺎﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﻄﺮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺳﺆﺍﻻ ﻣﻐﻠﻘﺎ ﻭ
ﻳﺤﺪﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ , ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﻣﻘﻴﺪﺍ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ
, ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﺴﺆﺍﻝ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﺗﻮﺿﻴﺢ
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ.
ﺃ_ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺒﻴﺎﻥ :
ﻳﺠﺐ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﺃﺟﺰﺍﺀ :
_ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ :ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺒﺎﺣﺚ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ , ﻣﻊ ﺇﻋﻄﺎﺀ
ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ.
_ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﺣﻮﻝ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﻫﻨﺎ ﻳﺪﺭﺝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ
ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺭ .
_ﺍﻟﻤﺘﻦ :ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﻤﺒﺤﻮﺙ .
ﺏ_ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ :
_ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻭ ﺑﻠﻐﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ
ﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ.
_ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﺎﺹ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ .
ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻭ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﻦ
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ .ﻭ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ
ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺭ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺨﻠﻖ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺋﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ
ﻳﻀﻤﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺤﺪ ﺃﻟﺪﻧﻰ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ.
-1 ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ :
ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ :
_ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻘﺎﺀ ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻘﻮﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﻄﺮﺡ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻢ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ
ﻭﺟﻪ ﻟﻮﺟﻪ , ﻭ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺇﺟﺎﺑﺘﻬﻢ .
_ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﻭ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻭ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﺧﺮﻳﻦ
, ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﻴﻦ ,ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ
ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ .
-2 ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ :
_ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﻭﺳﻂ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ.
_ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻟﻠﻤﺒﺤﻮﺙ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ ﻓﻬﻤﻪ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ , ﻭ
ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺿﺤﺔ .

عن الكاتب

agadirnews

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

دروس القانون