تعريف المنهج :
هو الأسلوب أو الطريقة التي يمكن بها تحقيق هدف معين , أو البحث عن حلول مناسبة لمواقف و أحداث معينة عن طريق إتباع مجموعة من الخطوات .
علاقة المنهج بالمنهجية :
تعتبر المنهجية أكثر شمولا و تكاملا من المنهج حيث تضم مجموعة المناهج العلمية المختلفة , في حين أن يضم منهجا علميا واحدا .
أهم مناهج العلوم الإجتماعية :
أولا
المنهج التاريخي :
يمكن تعريفه بالأداة التي تممكن من معرفة أصل و جذور الظاهرة الإجتماعية و كيفية نشأتها و تطورها . "يعتبر المنهج التاريخي خزان و أرشيف لكم هائل من المعلومات و الأحداث التاريخية التي إن قمنا بالبحث فيها و دراستها سيكون لها فوائد عديدة في معالجة العديد من الظواهر الحديثة . و مثال على ذلك ظاهرة الزواج التي لا يمكن معرفة جذورها و تقاليدها في كل بلد و مدينة إلا بالرجوع إلى ماضي هذه الظاهرة في ذلك البلد أو تلك المدينة عبر إستعمال مجموعة من الأدوات التي تعتبر عمود المنهج التاريخي
" رواد المنهج التاريخي :
إبن خلدون و يعتبر من أهم رواد المنهج التاريخي في علم الإجتماع و قد أشتهر بالعديد من الكتب و المؤلفات لعل أشهرها كتاب المقدمة . لويس مرجان يعتبر أيضا من أهم رواد المنهج التاريخي حيث قام بدارسة نشأة المجتمع الإنساني و كيفية تطوره . توماس هوبز يمكن إعتباره أول من إستعمل المنهج التاريخي في دراسة تطور المجتمع الإنساني و تقدمه . أوغست كونت نفس الأمر
. أدوات المنهج التاريخي :
1 – الوثائق : تعتبر أهم أدوات المنهج التاريخي و نتقسم إلى مكتوبة كالمخطوطات و الرسائل ز أخرى غير مكتوبة كتلك التي تنتقل شفويا من جيل لجيل .
2 – ما كتب في تاريخ الحضارة : تعتبر الجرائد و المجلات و الإتفاقيات الدولية من أدوات المنهج التاريخي .
3 – الأشخاص الذين عاصروا الحدث : تعتمد على شهود العيان الذين يرون ما حصل
4 – المصادر الأولية : كالصور و المنقوشات ة البنايات
5 – المصادر الثانوية :
وهو ما تم نقله عن المصادر الأولية و إستخاجه منها .
إيجابيات المنهج التاريخي :
1 – الكشف عن جوانب الطبيعة البشرية في الماضي
2 – كيفية تطور المجتمع الإنساني و الفكر الإجتماعي
3 – الكسف عن جذور الحياة البشرية المعاصرة .
عيوب المنهج التاريخي :
1 - يقوم على فرضيات غير واضحة و غامضة حول نشأة التاريخ البشري
2 – إعتباره منهج تأويلي أكثر منه تحليلي
3 – خضور التأثير الذاتي و يتضح ذلك في إختلاف الروايات .
ثانيا المنهج الوصفي :
يعرف المنهج الوصفي بأنه أحد أليات التحليل التي تعتمد على معلومات دقيقة حول ظاهرة معينة خلال فترة زمنية محددة كما يعرف بأنه طريقة لوصف ظاهرة ما بمنهجية علمية صحيحة و تحويل نتائج تلك الدراسة إلى أشكال رقمية يمكن فهمها و دراستها , فهو إذا نوع من أساليب البحث التي تدرس الظواهر الطبيعية و الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية درسة كيفية .
أهمية المنهج الوصفي :
1 – تكمن في توفير بينات و إستنتاجات مع وضع تفسير علمي للظاهرة موضوع البحث .
2 – تحليل البيانات و الإستنتاجات و تنظيمها بطريقة كمية أو كيفية من أجل فهم الظاهرة .
3 – مقارنة الظاهرة محل البحث مع الظواهر الأخرى لتحديد العلاقة بينهما .
4 – يعالج الظواهر الإنسانية و الطبيعية على حد سواء .
أنواع المنهج الوصفي : الدراسات المسحية : تعتمد على دراسة الظاهرة من جميع الجوانب و تحليل مضمونها , و يتميز هذا النوع بالشمول مستعينا بالأرقام و الإحصائيات من أجل تحديد الواقعه و تشخيصه و وصفه و قد تشمل الدراسات المسحية مجالات متعددة كالمدرسية و الإجتماعية و غيرها .
دراسة العلاقات المتبادلة : يعتمد هذا النوع على دراسة علاقة الظواهر فيما بينها و تحليلها و ينقسم هذا النوع إلى ثلاث أنماط :
دراسة الحالة و الدرسات السببية و الدراسات الإرتباطية حيث تهتم بدراسة الظواهر المختلفة و معرفة الإرتباطات الداخلية و الخارجية فيما بينها .
خصائص المنهج الوصفي :
1 – تقديم الحقائق و المعلومات عن واقع الظاهرة
2 – يوضح العلاقة بين مختلف الظواهر و العلاقة بين الظاهرة محل الدراسة
3 – يساعد في التنبؤ بمستقبل الظاهرة .
خطوات تطبيق المنهج الوصفي :
1 – دراسة الإشكالية بشكل دقيق
2 – تحديد الإشكالية و صياغتها على شكل سؤال محدد
3 – طرح فرضيات كحلول للمشكل
4 – إختيار عينة البحث و توضيح حجمها و أسلوب إختبارها
5 – تحديد طرق جمع المعلومات ( مقابلات شخصية , إختبارات ... )
7 – تنظيم و ترتيب المعلومات
8 – الوصول إلى النتائج و كتابة التقارير
المنهج الوظيفي :
يسمى أيضا بالمنهج البنيوي و يعتمد على فهم المجتمع و تحليل الظاهرة عن طريق تشبيهه بالكائن الحي و يتعمق في درسة بنيته و مكوناته كما أنه يركز على الجانب الوظيفي في دراسة الظواهر و ما تقدمه للمجتمع من إمكانيات الإستمرار و التوازن و البقاء , و يمكن إعتبار هذا المنهج منهجا فكريا تحليليا حيث يقوم بدراسة بنية الظاهرة و تحليلها و دراسة وظائفها .
الأسس التي يرتكز عليها المنهج الوظيفي لدراسة الظواهر :
1 – المجتمع : و ذلك بإعتباره مجموعة من الأفعال و النشاطات المترابطة و الملزمة للأفراد .
2 – توازن المجتمع : لأن توازن المجتمع يساعد على بقائه و حسن أداء وظائفه الأساسية
3 – البناء الإجتماعي : أي مجموع العلاقات داخل المجتمع و ما تخلفه من أدوار .
4 – الوظيفة الإجتماعية : أي ما يقوم به الفرد أو المؤسسة من دور داخل المجتمع .
أتجاهات المنهج الوظيفي :
1 – الوظيفة المطلقة : من أبرز رواد هذا التيار نجد مالينوفسكي يحث يتعامل مع الظواهر الإجتماعية على أنها كلها وظيفية حيث أن جميع أجزاء المجتمع سواء مادية أو ثقافية أو فنية أو إقتصادية أو سياسية تؤدي وظيفة للكل فكل منها له وظيفة يخدم بها الأخر و المجتمع .
2 – الوظيفة النسبية : لقد جاء هذا التيار كرد فعل على مالينوفسكي و قد تزعمه ميرتون حيث ينفي أن لكل عناصر المجتمع وظيفة معينة تقوم بها إنما توجد أشياء لا دور و لا وظيفة لها , فالقول بأن لكل عنصر وظيفة أمر مبالغ فيه و يرى أيضا أن وظيفة ظاهرة أو مؤسسة ما قد تختلف حسب كل مجتمع و قد تنعدم في مجتمعات معينة .
الإنتقادات الموجهة للمنهج الوظيفي : التعمل مع المجتمع ككائن حي هو أمر خاطئ فالكائن الحي يموت بمجرد أن تقف إحدى أعضائه عن أداء واجبها في حين أن المجتمع يستمر بقائه حتى و إن توقفت إحدى عناصره عن أداء دورها كما ينتقد المنهج الوظيفي في عجزه عن تفسير ظاهرة الصراع و الغيير داخل المجتمع .
المنهج المقارن :
هو منهج يعتمد على مقارنة ظاهرتين إجتماعيتين أو إقتصاديتين أو طبيعيتين ... من أجل لوصول إلى حكم معين يوضح وضع الظاهرة داخل المجتمع و هذا الحكم يتعلق أساسا يإستخدام عناصر التشابه و الإختلاف بين الظاهرتين , و يعتبر المنهج المقارن ذا أهمية كبرى في الدراسات القانونية لأنه يساعد على دراسة النظم القانونية للدولة و مقارنتها ببعضها للوصول إلى نتائج محددة .
رواد المنهج المقارن : أرسطو :
الذي قام بإكتشاف أن هناك ظواهر متشابها في مجتمعات معينة و قام بذلك بإعتماده على المنهج المقارن . إبن خلدون :
قام بإستخدام هذا المنهج حيث قارن بين ألوان البشر في المناطق الحارة و ألوانهم في المناطق الباردة .
أبن رشد : حيث قام بمقارنة كفاءات الرجال و النساء في العمل فوجد أن لديهم مجموعة من الكفاءات المتشابهة إلا أن لرجل يتحمل عبء العمل أكثر .
شروط و أليات االمقارنة : توخي الموضوعية و الواقعية في دراسة الظاهرة .
1 - تحديد معايير ثابتة للمقارنة أو الموازنة من أجل الوصول إلى نتائج دقيقة في البحث .
2 - دراسة الظاهرة من كل الجوانب و مقارنتها بظاهرة مماثلة في كل الحيثيات .
3 - ضرورة جمع معلومات دقيقة حول الظاهرة موضوع البحث .
4 - تجنب المقارنة السطحية و الغوص أكثر عمق الظاهرة .
أنواع المقارنة : المقارنة المغايرة : و هي مقارنة بين ظاهرتين إجتماعيتين أو إقتصاديتين فيهما من الإختلاف أكثر من الشبه . المقارنة الخارجية : وهي مقارنة ظواهر إجتماعية أو إقتصادية متباعدة أو مختلفة عن بعضها .
المقارنة الداخلية : مقارنة حادثة واحدة في زمن و بلد معين مع وضع مجموعة من الأسباب و المقارنة بينهم للوصول إلى السبب الرئيسي في هذه الحادثة . المقارنة الإعتيادية : المقارنة بين ظاهرتين يكون التشابه بينهما كبير .
أبعاد المنهج االمقارن :
البعد الزمني : دراسة الظاهرة نفسها في أزمنة مختلفة .
البعد المكاني : دراسة الظاهرة نفسها في أمكان مختلفة البعد الزمني و المكاني : دراسة الظاهرة في مكان و زمان معين و مقارنتها بظاهرة مماثلة في مكان و زمان مختلف .
أشكال المقارنة :
المقارنة الكيفية : تعتمد على جمع المعلومات حول الظاهرة موضوع الدراسة و التعرف عليها و على صفاتها و أصنافها و التعرف عليها على أرض الواقع أو عن طريق جمع الأخبار من الصحف و المجلات و المقالات . المقارنة الكمية : و تعتمد على حصر عدد حالات الظاهرة بعدد معين عن طريق الإحصاء بدقة متناهية .
الإنتقادات الموجهة للمنهج المقارن : صعوبة معرفة سبب الظاهرة أو النتيجة لإختلاف الأسباب حسب المكان و الزمان و الظروف .
صعوبة ضبط المتغرات المختلفة و التحكم فيها.