ضعف مردودية رسوم وواجبات استغلال الأملاك الجماعية
إضافة إلى الرقابة على التدبير الإداري للأملاك الجماعية تنصب اهتمامات المجالس الجهوية للحسابات على الجوانب المتعلقة بالتدبير المالي لتلك الأملاك، وعليه، سنحاول التطرق لبعض الجوانب المهمة كضعف مردودية رسوم و واجبات استغلال الأملاك الجماعية
ضعف مردودية رسوم وواجبات استغلال الأملاك الجماعية
تتعدد أسباب ضعف مردودية رسوم وواجبات استغلال الأملاك الجماعية، إلا أن قاسمها المشترك هو تقاعس الجماعة عن القيام بواجب فرد الرسوم وتحصيلها في الوقت المناسب وبالرجوع إلى تقارير المجلس الأعلى للحسابات سوف نقف على بعض الأسباب المباشرة لذلك.
لاحظ المجلس الجهوي للحسابات بالرباط في تقريره حول التدبير الإداري والمالي للجماعة الحظرية للقنيطرة سنة 2006 أن هذه الأخيرة فوتت على مزانيتها مذاخيل سنوية مهمة، حيث وقف على "أن الشركة المتعاقد معها لشغل الملك العمومي من خلال وضع واستغلال 10 أعمدة للإشهار، عمدت إلى ربط لوحاتها الإشهارية بشبكة الإنارة العمومية لتفادي مصاريف استهلاك الكهرباء، وترتب عنه تحمل ميزانية الجماعة لهذه المصاريف.
كما قامت هذه الشركة بوضع لوحتين إضافيتين بدون الحصول على ترخيص مسبق ودون إضافة لمداخيل هاتين اللوحتين الإشهاريتين في رقم المعاملات المصرح به سنويا.
وبالرغم من هذه الملاحظات المسجلة، لم تعمد الجماعة الحضرية بالقنيطرة إلى فرد الغرامة المنصوص عليها في المادة 12 من ظهير 30 نونبر 1918 المتعلق بشغل الملك العمومي البلدي. وبذلك تكون الجماعة المعنية قد فوتت على ميزانيتها مبلغ 72.000 درهم كحد أدنى من المداخيل سنويا ".
إضافة إلى ذلك، فإن ضعف السومة الكرائية للعقارات التابعة للجماعة وعدم مراجعتها بانتضام من شأنه أن يضعف الموارد المالية للجماعة. وفي هذا الصدد، لاحظ المجلس الجهوي للحسابات بفاس بمناسبة مراقبته للجماعة القروية ايت السبع لجروف ( إقليم صفرو) سنة 2006 أنه " بلغت عائدات الأملاك الجماعية برسم سنة 2004 ما مجموعه 47.564 درهم، أي ما يمثل نسبة 1 من مجموع مداخيل التسيير، وهي نسبة جد ضعيفة لا تعكس الإمكانيات التي تتوفر عليها الجماعة. وترجع هذه الوضعية إلى سوء التدبير الإداري والمالي للأملاك الجماعة، والتي تتجلى ( باإضافة إلى أسباب أخرى متعلقة بالتحصيل) في:
●عدم تحيين السومة الكرائية ل 11 من محلاتها التجارية حتى تتطابق مع أحكام القرار الجبائي رقم 45.99 الجاري به العمل ابتداء من تاريخ فاتح يونيو 2000، بحيث بلغ مجموع المبالغ التي ضاعت بسبب ذلك: 21.600 درهم".
نفس التوجه سار عليه المجلس الجهوي للحسابات
بفاس بمناسبة مراقبته للجماعة الحضرية صفرو سنة 2013 حينما اعتبر أن السومة
الكرائية للعقارات جد منخفضة ولا تتلائم والقيمة الحالية لهذه العقارات والمردودية
الحقيقية التي توفرها للمكتري من حيث موقعها (...) وعلى الرغم من ذلك لاتقوم
الجماعة بالزيادة في السومة الكرائية كل 3 سنوات بنسبة 10 بالمائة بالنسبة للمحلات
المعدة للاستعمال المهني، و 8 بالمائة بالنسبة للمحلات المعد للسكني، طبقا لما هو
منصوص عليه في القانون رقم 07.03 المتعلق بمراجعة أثناء كراء المحلات المعدة
للسكني أو الاستعمال المهني أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي .
وهذا ما أكد المجلس الجهوي للحسابات بأكادير بمناسبة مراقبته للجماعة
الحضرية الأخصاص سنة 2013 بقوله: لم تتم
مراجعة الوجيبة الكرائية للدور السكنية والمحلات التجارية التابعة للجماعة، وذلك
منذ أن تم تحديدها أول مرة في القرار الجبائي. كما أن الجماعة لم تبادر إلى
الاستفادة من مقتضيات الفصل الخامس من القانون رقم 6.79 المتعلق بتنظيم العلاقات
التعاقدية بين المكري والمكتري للأماكن المعدة للسكني أو للاستعمال المهني، والذي
يمنح إمكانية مراجعة الوجيبة الكرائية بعد مرور ثلاث سنوات على الأقل من تاريخ
إبرام عقد الكراء، أو من تاريخ أخر مراجعة قضائية أو اتفاقية، بالإضافة إلى ماتتيحه
مقتضيات القانون رقم 64.99 المتعلق باستيفاء الوجيبة الكرائية.
نفس الشئ بالنسبة للجماعة الحضرية دمنات (جهة
تادلة أزيلال )، حيث لاحظ عليها المجلس الجهوي للحسابات بمراكش سنة 2008 أنها
(تكتري مجموعة من الدكاكين منذ التسعينات. بسومة لاتعتدي في غالب الأحيان 50 درهما
في الشهر، وبالرغم من ذلك، لم تعتمد الجماعة إلى مراجعة سموتها الكرائية ) . نفس
الملاحظة لاحظها نفس المجلس على لجماعة الحضرية سوق السبت أولاد النمة.
إن عدم ضبط العلاقة التي تربط الجماعة
بمستغلي أملاكها العقارية من شأنه الحد من مردودية الرسوم وعائدات الأكرية . في هذا الإطار، لاحظ
المجلس الجهوي للحسابات بأكادير وهو بصدد مراقبته للجماعة القروية تامري سنة 2008
(غياب الوثائق
التي توضح تلك العلاقة. فمن مجموع 151 دكان
الذي تقوم الجماعة بكراءه للغير، لم يتم إبرام سوى 21 عقد كراء مما يعيق عملية
استخلاص الوجيبات الكرائية ).
كما أن عدم التوفر على لوائح شاملة ودقيقة لرخص استغلال الملك الجماعي العام مؤقتا من شأنه التأثير سلبيا على موارد الجماعة.هذا ما خلص إليه المجلس الجهوي للحسابات بالرباط بمناسبة مراقبته للجماعة الحضرية سلا سنة 2013 )حيث لم تتمكن الجماعة من الإدلاء بلائحة شاملة لكل الرخص التي أصدرتها لشغل الأملاك الجمعية العامة مؤقتا لأغراض تجارية أو صناعية أو مهنية. فنظرا للتغييرات المتكررة في المصالح والأشخاص المكلفين بإصدار الرخص، لاتتوفر الجماعة إلا على لوائح مجزأة تخص سنوات محددة دون استمرارية في الزمن ودون تجميع لكل الرخص المسلمة في ملف واحد. وتجدر الإشارة إلى أن سوء ضبط الرخص المسلمة من طرف الجماعة يحرمها من مواد مهمة نظرا لصعوبة تتبع الأداء من طرف الملزمين ).