طلاق المملك
طلاق المملك
نظمت المدونة طلاق التمليك او المملك بمقتضى المادة 89 كالتالي:
"اذا ملك الزوج زوجته حق إيقاع الطلاق كان لها أن تستعمل هدا
الحق عن طريق تقديم طلب إلى المحكمة طبقا لأحكام المادتين 79 و 80 أعلاه"
تتأكد المحكمة من توفر شروط التمليك المتفق عليها بين الزوجين ، و
تحاول الإصلاح بينهما طبقا لأحكام المادتين 81 و 82 أعلاه.
إذا تعذر الإصلاح تأذن المحكمة للزوجة بالإشهاد على الطلاق، وتبت في مستحقات الزوجة و الأطفال عند الاقتضاء
تطبيقا لأحكام المادتين 84 و 85 أعلاه
لا يمكن للزوج أن يعزل زوجته من ممارسة حقها في التمليك الذي ملكها إياه"
و يقصد بالطلاق المملك او بالتمليك تمليك الزوج زوجته حق إيقاع الطلاق
حيت يجعل الرجل أمر زوجته بيدها فتملك عصمتها، و بعبارة أوضح أن الزوج في طلاق
التمليك ينقل حقه في الطلاق إلى زوجته فيصبح لها الحق في توقيع الطلاق ما شاءت،
ولايمكن أن يتراجع عن هدا التمليك إلا إذا رضيت المرأة بذلك و يلزمه هدا التمليك
خلال الفترة الزمنية المحددة له و يلزمه
على وجه التأبيد إذا تم بشكل يفيد ذلك.
وقد فرق فقهاء المالكية بين التمليك و التخيير فالتمليك هو تمليك المرأة إيقاع الطلاق بنفسها
فهو يحتمل الواحدة فما فوقها و لذلك له أن يناكرها عنده فيما فوق الواحدة. اما
التخيير وهو أن يخير الزوج زوجته بين البقاء معه أو الفراق ولها حينئذ أن تختار ما
تشاء.
وقد ذهب الفقهاء إلى أن التمليك يجد سنده في تخيير النبي صلى الله
عليه وسلم نساءه فاخترنه، وقصة ذلك كما روى أبو سلمة بن عبد الرحمن إن عائشة رضي
الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها
حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت: فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال إني ذاكر
لك أمرا، فلا عليك ان لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك، وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني
بفراقه، قالت، ثم قال: ان الله قال " يأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة
الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا، وإن كنتن تردن الله ورسوله
و الدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما" فقلت له: ففي أي هذا أستأمر
أبواي؟ فإني أريد الله و رسوله والدار الأخرة.