ﺗﻄﻮﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﻭﺗﺮﺳﺦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ
ﻋﺎﻡ 1872 Ecole Libre des Sciences Politiques , ﻭﻣﺪﺭﺳﺔ
ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ London School of Economic &
Political Science ﻭﻗﺪ ﺗﺄﻛﺪﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻛﻤﺎﺩﺓ
ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ
ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﻸﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﺫﻟﻚ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺣﻴﺚ ﻏﻠﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ
ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﺗﻄﻮﺭﺍً ﻣﻨﻬﺠﻴﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﺟﻌﻞ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺘﺒﻨﻮﻥ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﻭ ﻗﺪ ﻇﻠﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺍﺣﺪﺙ ﺗﺤﻮﻝ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ.
ﻭﻗﺪ ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻬﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺧﺎﺹ
ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﻟﻪ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺧﺎﺹ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻋﻘﺐ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻦ
ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﻠﺘﻴﻦ
ﻭﻗﻴﺎﻡ ﻛﻴﺎﻧﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ - ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺃﻛﺴﺒﺖ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻟﻌﻠﻢ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ،
ﻭﺃﻋﻄﺖ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩﺍً ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺒﺮﺯﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻷﺧﺮﻯ.
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺇﻥّ ﻏﺎﻳﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠّﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﺸﻜﻞ
ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ
ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﺪﻭﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻜﻮﻧﻔﻮﺷﻴﻮﺳﻴﺔ.
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺴّﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ؛ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺴّﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ
ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ. ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺇﺗﻘﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ، ﺗﺘﺠﻪ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ؛ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ؛ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﺇﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮّﺩﺓ ﻟﻠﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻭﺃﺣﺰﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺤﺴﻦ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ . ﻭﻟﺬﺍ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺎﻝ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻘّﻴﺪ ﻓﻘﻂ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﺳﺘﻬﺰﻡ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ . ﻳﻜﺸﻒ
ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺮﺓ ﻭﻳﺤﺴّﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﺴﺎﻟﻚ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻟﺬﻟﻚ، ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﺑﺄﻥّ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.
ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ،
ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻷﻓﻀﻞ . ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﻘﻖ ﻏﺎﻳﺔ
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻭﻳﻜﻤّﻞ ﻭﻳﻨﺠﺰ ﻣﺠﺎﻟﻪ ﺍﻷﻭﺳﻊ. ﻟﺬﻟﻚ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺡ
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺑﻀﻊ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﻱ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﺤﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ :
_ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ :
ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ( ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ). ﺇﺫﻥ ﻃﺮﻓﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﻤﺎ :
(1 ) ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ (2 ) ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ.
- ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻧﻮﻋﺎﻥ :
( ﺃ ) ﻣﻌﺎﺭﻑ ( ﺃﻱ ﻋﻠﻮﻡ ) ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﺜﻞ
ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ .
( ﺏ ) ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ : ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺜﻞ ﻋﻠﻮﻡ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .
_ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻨﺼﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
_ ﻭﺑﺘﻌﺒﻴﺮ ﺁﺧﺮ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺠﺮﻳﺒﻲ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ
ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ . ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ
ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﺗﻄﻮﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ :
_ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎً ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ
ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ , ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .ﻓﻤﺜﻼ
ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ، ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ( ﺷﺨﺼﻴﺔ ) ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ
ﻟﻘﺮﻭﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ .
_ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻟﻌﺎﻡ 1948 ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩ ﻣﻦ
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﺑﺒﺎﺭﻳﺲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻫﻲ :
_1 ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ :
ﻭﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .
_2 ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ :
ﻭﺗﺸﻤﻞ ﻓﺮﻭﻋﺎً ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ – ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ – ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ.
-3 ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ :
ﻭﺗﺸﻤﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ : ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻀﻐﻂ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ – ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
-4 ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ :
ﻭﺗﺸﻤﻞ : ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ – ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ – ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ :
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻧﻔﺼﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ :
ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﻬﺎ :
_ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ :
ﺑﺄﻧﻪ ( ﻋﻠﻢ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ) ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻨﻮﻋﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺭﺳﻤﻴﺔ ( ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺘﺎﻥ
ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ) ﻭ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ
ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ . ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
_ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺟﻢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ :
ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ( ﺃﻱ ﻋﻠﻢ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ) .
_ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺇﻳﺴﺘﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ :
ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻳﺘﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ
ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻱ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﻧﻔﺎﺫ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ.
_ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺁﺧﺮ :
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻳﺮﻛﺰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﻡ.
ﺗﺬﻛﺮ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ :
ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ ﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺏ ﺑﺘﺼﻮﺭ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺧﻴﺮ ﻭﺷﺮﻋﻲ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺧﻴﺮﺓ.
– ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ :
ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ ﺗﺠﺮﻳﺒﻲ .
ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ (ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ) ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ ﺑﺸﺌﻮﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ، ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻓﻴﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ( ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ _ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﺩﻭﻥ
ﺗﺤﻴﺰ ﻟﻮﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
_ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻫﻮ ﺷﻜﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ، ﺃﻭ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻲ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻐﺮﺽ.
_ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﻬﺎ :
(1 ) ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ :
ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﺎﻟﻴﺎ ﻓﺎﺿﻼ ، ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ،
ﻭﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﻗﻊ ﺩﻭﻟﻲ ﻣﺜﺎﻟﻲ ، ﻣﺜﻞ ﻣﺒﺪﺃ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ
ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ... ﺇﻟﺦ .
(2 ) ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ :
ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺃﺣﺎﺙ ﻭﻭﻗﺎﺋﻊ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮ
ﺃﻭ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ،ﻭﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻠﻤﺤﻠﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺳﺠﻼ
ﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻟﺬﻟﻚ
ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻼ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﻮ ﻛﻨﺒﺎﺕ ﺑﻼ ﺟﺬﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺪﻭﻥ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻮ ﻛﻨﺒﺎﺕ ﺑﻼ ﺛﻤﺮ. , ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
(3 ) ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ (ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﻱ ﺍﻟﺼﺮﻑ ) :
ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﺴﺠﻴﻞ
ﻭﺗﺒﻮﻳﺐ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﺻﺮﻓﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺩﻭ ﻥ
ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺃﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ، ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ،ﻭﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ،ﻭﻗﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
(4 ) ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ :
ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺞ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻲ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻊ. ﻓﻬﻮ ﻣﻼﺣﻈﺔ
ﻭﺗﺠﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻊ .
ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ : ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ.
ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ : ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ.
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ : ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .
ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ : ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻋﺎﻡ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .
ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ : ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻜﻲ ﻳﺼﻮﺭ ﻓﺮﺽ ﻋﻤﻞ ( ﻓﺮﺽ
ﺃﻭﻟﻲ ) ، ﺛﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﻓﺈﻥ ﺛﺒﺘﺖ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻳﺼﻠﺢ
ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ.
(5 ) ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ :
ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﻢ ( ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ) ،ﻭﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ.
(6 ) ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ :
ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻲ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﺎ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﻣﺪﺓ
، ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻛﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻔﻜﺮﻱ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺇﻳﺴﺘﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ .
(7 ) ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ :
ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﻗﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﻧﺘﺎﺋﺞ
ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻭﻻﺯﻣﺎﻥ ﻣﻌﻴﻨﻴﻦ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻗﺔ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ . ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺭﻛﻨﺎ ﺃﺻﻴﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ .
ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺃﻭﻻ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ
ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮ
ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ، ﻓﻤﺜﻼ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻴﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ
ﺍﻟﺪﺧﻞ (ﻭﺿﻊ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ) ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ( ﻭﺿﻊ
ﺳﻴﺎﺳﻲ ) . ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻛﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ( 1789 )
ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ (1917 ) ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺔ
( ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻋﺪﻡ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ). ﺃﻳﻀﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ( ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ) ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻲ ﺍﻟﻘﻮﻯ
ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺭﺧﻴﺼﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﻡ ،
ﻭﻓﺘﺢ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﻀﺔ ( ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ).
ﺃﻳﻀﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻢ ﻫﺠﻴﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺕ
ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺤﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻢ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﺗﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻗﻮﻱ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ، ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻲ
ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،
ﻓﻤﺜﻼ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ( ﻃﺒﻘﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ _ ﻃﺒﻘﺔ
ﻭﺳﻄﻰ ﺿﺨﻤﺔ _ ﻃﺒﻘﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ) ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩ
( ﺗﻀﺨﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻭﺗﺂﻛﻞ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ) ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺯﻋﺰﻋﺔ
ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﻣﺤﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ
ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ، ﻓﺎﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﻭﺁﺭﺍﺋﻪ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻭﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺮﺍﻛﻤﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ
ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻴﻦ
ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ، ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻦ
ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻷﻧﺜﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻷﻧﺜﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻷﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ
ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺮﻛﺎ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ، ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ (ﻣﺜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ
ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﺜﻼ ) ﻫﻮ ﻣﺤﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻭﺍﻷﻧﺜﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ( ﻣﺜﻞ
ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻌﻼﺀ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ) ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻧﺼﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻪ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻷﻧﺜﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ. ( ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻦ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﺭﺍﺟﻊ ﻣﺆﻟﻔﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻊ )
ﺭﺍﺑﻌﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺳﺠﻼ ﻏﻨﻴﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺎﻻﺭﺗﺒﺎﻁ
ﻗﻮﻱ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻼ ﻏﻨﻰ ﻟﻜﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻭﻟﻌﻞ
ﺧﻴﺮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﻮﻟﺔ "ﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻼ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﻮ ﻛﻨﺒﺎﺕ ﺑﻼ
ﺟﺬﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻮ ﻛﻨﺒﺎﺕ ﺑﻼ ﺛﻤﺮ ."
ﻭﻳﺸﺎﺭ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ، ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ
ﻳﻤﺜﻞ ﻗﺎﺳﻤﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
ﺧﺎﻣﺴﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺛﻤﺔ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ :
_ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﻉ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﻫﻮ ( ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺭﺳﻪ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ ( ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ).
_ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﺮﻋﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﻤﻨﻬﺞ
ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ، ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﺤﻘﻴﻖ
ﻭﺍﻗﻊ ﺩﻭﻟﻲ ﻣﺜﺎﻟﻲ ، ﻣﺜﻞ ﻣﺒﺪﺃ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ، ﻭﻧﺒﺬ
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .. ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
_ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﺘﻢ
ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺴﻮﺩﻩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻮﺃﻣﺎﻥ .
_ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ (ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ) ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ
ﻣﺪﻯ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ، ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻬﻲ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ
ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
ﺳﺎﺩﺳﺎ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻣﻌﺮﻓﻴﺎ ﻣﻊ ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻉ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
، ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ . ﻓﻤﺜﻼ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﻴﻦ (ﻧﻔﺴﻴﺎ ) ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮﻥ ﺍﻟﺠﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻒ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺘﻬﻮﺭ .
ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﻴﻦ
ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻲ ﻇﺮﻭﻓﻬﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ، ﻓﻤﺜﻼ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻲ
ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﻭﻫﺘﻠﺮ ﻭﻣﻮﺳﻮﻟﻴﻨﻲ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻲ ﻋﻘﺪﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ
ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺼﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ _ ﺣﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ_
ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻗﺎﺩﺓ
ﻟﺪﻭﻟﻬﻢ ﻓﺸﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ
ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﻨﻘﺺ
recent
آخر المقالات
recent
جاري التحميل ...
ﺗﻄﻮﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
عن الكاتب
agadirnewsشاهد أيضاً
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة
دروس القانون