الجزاء في الشريعة الإسلامية
إن الجزاء في الشريعة الإسلامية نوعان : دنيوي و أخروي حيث تمتاز الشريعة الإسلامية في كونها لها نوعان من الجزاء، يثيب الله و يعاقب في هذه الدنيا، وفي الأخرة، بل إن الجزاء الأخروي هو أعظم، ولهذا نجد الشريعة الإسلامية تختص و تتميز عن غيرها وخاصة الشرائع الوضعية في أنها شرعت للدنيا والأخرة، و هذا هو السبب الذي يجعل معتنقيها يقبلون على طاعة الله في السر و العلن، و في السراء و الضراء، لأنهم يؤمنون بأن الطاعة نوع من العبادة تقربهم إلى الله، وأنهم مثابون على فعل الخيرات.
فالشريعة الإسلامية تطالب كل إنسان بالتحلي بالأخلاق الفاضلة، ومن تخلق بها لا يرتكب الجرائم، لأنه يعلم علم اليقين أن الله رقيب عليه، ومطلع على أحواله وأعماله، أينما حل و ارتحل (و هو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) و هذا كله يقلل من مستوى الجرائم، ويحفظ الأمن، ويصون نظام الجماعة ومصالحها العامة.
بخلاف القانون الوضعي الذي لايحتم فيه إلا جانب الجزاء الدنيوي، فكل من يستطيع ركوب حيلة تخلصه من الجزاء فعل لفقدان الوازع الديني، ولذلك تزداد الجرائم زيادة مطردة في البلاد التي تطبق القوانين الوضعية، وخاصة عندما يزداد الفساد الخلقي، وتزداد القدرة على التهرب من سلطان القانون.