دروس القانون دروس القانون
recent

آخر المقالات

recent
جاري التحميل ...

علم السياسة علم الدولة

 علم السياسة علم الدولة

 يعتبر هذا التعريف قديما. فقد شكلت الدولة, منذ عهد الإغريق, محور اهتمام المفكرين و  الفلاسفة. وهكذا حاول أفلاطون و أرسطو تبرير الدولة. فالإنسانية الحقة و العاقلة الإنسان  لا تنجلي إلا في إطار دولة مثالية متعالية على الواقع المتفسخ وفي مأمن من السيرورة  العمياء للتاريخ. مثلما لا تتحقق السعادة إلا في إطار دولة مثالية متعالية على الواقع المتفسخ وفي مامن من السيرورة العمياء للتاريخ.  مثلما لا تتحقق السعادة إلا في إطار دولة ترمي لتحقيق الخير. هذا الانشغال بالدولة نلمسه أيضا في إطار الفكر الإسلامي والمسيحي، حيث انشغل الفكر بمقاومات الدولة المثلى. وقد أثيرت إشكالات عدة  مرتبطة بالدولة الشرعية و الخلافة و العلاقات بين الدولة و الكنيسة.هذا الاهتمام المكثف بالدولة نجده أيضا في الفكر السياسي الحديث و المعاصر.

 لقد حاول معظم الفلاسفة بحث أصول الدولة وغايتها و أركانها ( ماكيافيلي و بودان و سبينوزا ورواد العقد الجتماعي و الماركسيون و الفوضويون  و ماكس فيبر و المدرسة القانونية ). وهكذا ظهرت مفاهيم السيادة والعقد الشرعية والاستغلال و القوة و الأمة .

هذا التصور الذي يقرن علم السياسة بالدولة يعكس هيمنة التيار القانوني في دراسة الظواهر السياسية. هذا التيار يعتبر الدولة أرقى شكل للتنظيم الاجتماعي و يعتد بالتشريعات والقواعد. فمعرفة الأنظمة السياسية يمر عبر دراسة وتحليل القواعد القانونية. إن الدولة حسب هذا التصور, تعد التجسيد الكامل للسيادة. و هكذا اعتبر مارسيل بريلو أن " الدولة هي الشكل الّأهم و الأكمل و الأبر للحياة الاجتماعية. وهي من صنع إرادة الإنسان وعقله ". وهي "المؤسسة المؤسسات". صحيح أن ثمة مؤسسات سابقة على الدولة ومؤسسات دولية أو مؤسسات تتموضع على هامش الدولة, لكن بريلو يتصور أن دراستها تتم من خلال الدولة أو علم السياسة الذي يسميه ( Politicologie).

ولئن كان علم السياسة سواء في بدايته الأولى باعتباره فرعا من الفلسفة أو التاريخ والأخلاق, أو في ظل استقلاليته عن غيره من الحقول، يهتم بالدولة، فإن تعريفه بعلم الدولة يعد اختزاليا ويشكو من عدم الدقة. صحيح أن الدولة هي حائزة السلطة و وسائل الإكراه وتعد أرقى أشكال التنظيم الاجتماعي. لكن هذا التحديد يحجب أمورا أخرى ويبدو متجاوزا بقوة الواقع. لقد تمت منازعة فكرة السيادة المطلقة للدولة واستطاع الفكر الماركسي تعرية بعض أوهام الإديلوجية الليبرالية عن الدولة،  وصوب مهمازه نحو القوى المتحكمة في الدولة. إنها تبدو بالنسبة له جهاز هيمنة و استغلال, مثلما يعد القانون حيلة المهيمنين لاستدامة هيمنتهم. إنها لا تبدوا كما يقدمها هيغل أرى مراحل تعقيل المجتمع. إن السيادة و الشرعية و القانون واجهات تمويه وشر عنة الاستغلال.  




عن الكاتب

agadirnews

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

دروس القانون