المتهم بريء حتى تثبت إدانته
هذا المبدأ يعني أن المتهم في جريمة معينة لايدان إلا من خلال حكم قضائي يثبت الإدانة، و تتفرع عن مبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته عدة قواعج فرعية,
و ينطلق مبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته من اعتبار أن الانسان سوي بطبيعته وليس مجرما، وأن البراءة هي الأصل حتى يتم اثبات العكس، حيث أنه ليس مطلوب من المتهم إثبات براءته بل تلك مهمة المدعي، إذ القاعدة تقتضي بأن البينة على من ادعى وفقا لقواعد الاثبات في القضايا الجزائية.
و تعتبر الشريعة الإسلامية المصدر الأول لقاعدة أن الشك يفسر لصالح المتهم حيث ورد في الحديث النبوي الشريف " ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فأن يخطئ الإمام في العفو، خير من أن يخطئ في العقوبة" رواه الترميذي.
و تترتب على هذا المبدأ عدة نتائح هي:
- لايرغم المتهم على اتباث براءته لأن الأصل فيه أنه بريء، حيث تقع مسؤولية اتباث التهمة على عاتق سلطة التحقيق أو الاتهام وفقا لقواعد الاتباث، وكذلك الحال عند التزامه الصمت، إلا أن له الحق في مناقشة الأدلة التي تجتمع ضده و أن يفدها أو أن يشكك في قيمتها، كما له أن يقدم طواعية أية أدلة تثبت براءته أو أن يعترف بالتهمة.
- مهمة قاضي التحقيق أو المحكمة المختصة لا تقتصر على اثبات التهمة، فهي في النهاية أجهزة من أجهزة العدالة مهمتها الأصلية اثبات الحقيقة ذلك أن فكرة العدالة لايمكن أن تبنى على الوهم أو القناعات الزائفة، ومن تم ينبغي على أجهزة التحقيق تحري هذه الحقيقة من خلال تدقيق و تمحيص الأدلة، وعملية التحري هذه تدور حول التحقق مما إذا كانت هناك أدلة كافية يمكن أن تدخض أصل البراءة من عدمها.
- الشك يفسر لصالح المتهم لأنه يقوي أصل البراءة فيه و الاصل لاينمحي الا باليقين، فهذه القاعدة التي هي نتيجة من نتائج قرينة البراءة التي يستفيد منها المتهم، تعني بالضرورة أن النقص في قيام الدليل على عناصر الجريمة، يؤدي حتما إلى الحكم بالبراءة باعتبارها الأصل.