إجتمع لرسول الله صلى الله عليه و سلم جميع الولايات فقد اوحى إليه سبحانه برسالة الاسلام و أمره بتبليغها و نشرها، كما أمره بالحكم بين الناس و الفصل في خصوماتهم وفق أحكام الشريعة الاسلامية لقوله تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه، فاحكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق"، كما أوجب سبحانه على المؤمنين أن يحتكموا إليه في خصوماتهم لقوله عز وجل " يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شي ء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليومالأخر و ذلك خير و أحسن تأويلا" و قوله عز وجل أيضا " فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما"
و بذلك يعد الرسول صلى الله عليه و سلم أول قاض في الدولة الاسلامية، بحيث كان يمارس القضاء بنفسه فينظر في المنازعات و يصجر العقوبات، و ينفذ الأحكام أو يأمر بتنفيذها، كما كان يعهد لأحد الصحابة بتولي القضاء إما بحضوره في واقعة معينة كعقبة ابن عامر و معقل بن يسار المزني، بحيث تنتهي ولاية القضاء بالفصل فيه، أو في غيبته داخل المدينة المنورة كحديفة بن اليمان و عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
و قد أدى انتشار الاسلام و اتساع رقعة الدولة الاسلامية الى تعيين الرسول صلى الله عليه و سلم لبعض الصحابة لتولي منصب القضاء و مساعدته في مهامه كمعاذ بن جبل و علي بن أبي طالب، بحيث كانوا يحكمون بين المتنازعين بالقرأن الكريم أولا، بالسنة النبوية ثانيا، و بالاجتهاد ثالثا.